تقرير اللقاء الــ66 من لقاءات أهل التفسير

حول "الإمام السهيلي، وجهوده في بيان بلاغة القرآن" كان موضوع اللقاء الـ66 من لقاءات أهل التفسير، مستضيفًا فضيلة الأستاذ الدكتور/ صالح بن عبد الله الشثري، وهذا تقرير موجز عن اللقاء.

  أقام مركز تفسير للدراسات القرآنية مساء الثلاثاء 28 جمادى الآخرة 1445هـ الموافق 12/ 12/ 2023م بمدينة الرياض اللقاء الـ66 من لقاءاته الشهرية لأهل التفسير بعنوان: (الإمام السهيلي، وجهوده في بيان بلاغة القرآن)، مع فضيلة الأستاذ الدكتور/ صالح بن عبد الله الشثري، وذلك في ديوانية أ. عبد الله الشدي.

افتتح اللقاء الدكتور/ يوسف العقيل بكلمة ترحيبية تلا فيها نبذة من سيرة أ.د/ صالح الشثري، أستاذ اللغة العربية بكلية الملك خالد العسكرية.

ثم افتتح د. صالح حديثه بالإشارة إلى فضل الاشتغال بالقرآن الكريم، ثم ذكر أن حديثه حول جهود الإمام السهيلي في بيان بلاغة القرآن ينقسم إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول: التعريف بالسهيلي، القسم الثاني: نماذج من التحليلات البلاغية للسهيلي، القسم الثالث: قيمة الجهود التي قدمها السهيلي في البلاغة القرآنية.

فأما القسم الأول فعرَّف فيه د. صالح بالإمام السهيلي، فذكر اسمه ونسبه وكنيته وسنة ولادته ونشأته، والمراحل الثلاثة التي مَرَّ بها في طلب العلم بمالقة ثم قرطبة ثم إشبيلية، وبَيَّن مكانته العلمية، وصفاته الخَلقية والخُلُقية، وتكلّم عن آثاره العلمية، وذكر أن أكثرها مفقود، وذكر أبرز آثاره العلمية: نتائج الفكر، والأمالي، والفرائض، وشرح آيات الوصية، والتعريف والإعلام بما أُبهم في القرآن، والروض الأُنف، وغيرها، وختم تعريفه عن السهيلي بفقدانه بصره آخر عمره ثم وفاته.

وفي القسم الثاني ذكر د. صالح نماذج من تحليلات السهيلي البلاغية في جانبَيْ اللفظ والجملة، ومما قام بتحليله من هذه النماذج: حديث السهيلي حول الأسرار البلاغية للتعبير القرآني بالجانب الغربي في موضع، وجانب الطور الأيمن في موضع آخر، وكذا الأسرار البلاغية في تعبير القرآن بالمرأة أحيانًا وبالزوج أحيانًا أخرى، وكذا التعبير القرآني عن يونس -عليه السلام- بذي النون مرّة والتعبير عنه بصاحب الحوت مرّة أخرى، وكذلك أسرار اختلاف التعبير بين قوله تعالى: ﴿‌وَلَنْ ‌يَتَمَنَّوْهُ﴾، وقوله تعالى: ﴿‌وَلَا ‌يَتَمَنَّوْنَهُ﴾، والأسرار البلاغية في تعبير القرآن: ﴿‌تَجْرِي ‌بِأَعْيُنِنَا﴾، والتعبير في قصة موسى -عليه السلام- بقوله: ﴿‌وَلِتُصْنَعَ ‌عَلَى ‌عَيْنِي﴾.

ثم انتقل د. صالح إلى القسم الثالث والأخير من اللقاء، حيث تعرَّض لقيمة الجهود التي قدّمها السهيلي في البلاغة القرآنية، فأشار في البداية إلى تأثّر السهيلي واستفادته من عبد القاهر الجرجاني في كتابه (دلائل الإعجاز)، وكذا استفادته من قدامة بن جعفر في علم البديع خاصّة، بالإضافة إلى شيوخه الذين بلغوا سبعين شيخًا، ومن أكثر من استفاد منهم في النحو: سيبويه، والفارسي، والفرّاء، كما ذكر د. صالح أن طلاب السهيلي ومريديه بلغوا عددًا كبيرًا يزيد على المائة، ومن أبرز العلماء الذين استفادوا منه في مصنفاتهم: ابن القيم في بدائع الفوائد، وابن الزملكاني في التبيان، والزركشي في البرهان، ومن المفسّرين: أبو حيان، والآلوسي، والقرطبي، وابن عاشور، وغيرهم.

بعد ذلك ذكر د. صالح أبرز المميزات للإمام السهيلي وجهوده في بيان بلاغة القرآن، فذكر منها:

1- قوة شخصية السهيلي، وأخلاقه العالية، وروحه العلمية.

2- مشاركة السهيلي في التأليف في عدد من العلوم كاللغة والأنساب والسيرة وغيرها، وعدم اقتصاره على فنّ واحد.

3- تميّز كلّ مؤلّف من مؤلّفات السهيلي بوحدة الموضوع، والجدة في تناوله للمسائل.

4- عنايته بالمؤلّفات، وجودة العبارة، وحسن الأسلوب.

5- العناية بالمنهج التطبيقي في عرض المسائل.

6- طول النَّفَس في عرض المسائل البلاغية، وانفراده بمسائل بلاغية جديدة.

7- دقّة الملاحظة وإنصافه وعدله.

هذا، وقد حظي اللقاء بحضور طيب ومشاركة فاعلة من الباحثين والأكاديميين وطلاب العلم، وفي نهاية اللقاء تفاعل د. صالح مع أسئلة الحضور ومداخلاتهم.

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))